نقص المعلمين في الفجيرة و«الشرقية».. منطقة الفجيرة التعليمية: لدينا فصول لم تدرس حتى الآن وهذا الأمر ليس بجديد ويتكرر سنويا

موقع الطويين : البيان

سادت الأوساط التربوية بالفجيرة والشرقية التابعة لإمارة الشارقة خلال الأيام الماضية موجة من الاعتراضات الواسعة أطلقها عدد من أولياء الأمور بوجود عدد من مدارس مرحلة التعليم الأساسي ح1 ومجال رياض الأطفال بلا معلمين. حيث دخلت الآن الدراسة أسبوعها التاسع من دون أن يتلقى الطلاب المواد المقررة عليهم حتى الآن، فيما دخل الأغلبية منهم في اختبارات، خاصة من هم على تقويم المستمر، ما يوحي بأن التنسيق والترتيب مفقود.

واستغربوا في معرض حديثهم من الآلية التي تنتهجها وزارة التربية والتعليم في قبول النقل والاستقالة مع بدء العام الدراسي وعدم معرفة احتياج المدارس من المعلمين إلى هذا الوقت. منتقدين من جهة أخرى، البطء الموجود في الوزارة من ناحية التعيين لسد العجز على اعتبار أن الفصل الدراسي الأول قارب على الانتهاء ولم يسرع لغاية اليوم إطلاق الدرجات الوظيفية وتفعيل التعيينات.

وفي ذلك، أعربت المعلمات البديلات ( خارج الملاك ) اللواتي تم توجيههن كمعلمات احتياط لسد النقص لحين اكتمال إجراءات التثبيت ودعم المدارس رفضهن التدريس كبديلات، على اعتبار أنه لا طائل منه ولا يساهم ولو بدرجة ضئيلة في منحهم فرص تأهيلية في التثبيت والتوظيف مثلما كان متبعا سابقا في آلية العمل الخاصة بهذه الفئة. في الوقت الذي تعمد فيه الوزارة إلى ما وصفوه بتكديسهن على قوائمها لسنوات، وإجبارهن على تقديم امتحانات ومقابلات توظيف متحججة بالكفاءة والجودة.

وكانت منطقتا الشارقة والفجيرة التعليمية قد تابعت مجريات هذا الأمر ورفض المعلمات البديلات استلام الفصول الشاغرة من المعلمين، كما انتدبت عددا من مدرسيها بين المدارس، لكن لم تصل لحل يُنهي المشكلة العالقة، في حين تمت إحالة الأمر للوزارة وسط محاولات حثيثة لإنهاء القضية خوفاً من ضياع المنهج المرفوض من قبل المُعلمين واتخاذ إجراءات حازمة، كما ينشده أولياء أمور الطلاب.

من يتحمل المسؤولية؟

وفي هذا السياق، استغربت ولية أمر الطالب محمد عبيد من مدرسة سكمكم لعدم سد النقص لغاية الآن، مؤكدة أن هناك ما يقارب 3 معلمات نقص في المدرسة لعدد من المواد وأهمها اللغة العربية والتربية الإسلامية ومادة الانجليزي، ويعلم الكثير منهم أهمية هذه المرحلة التي تعد تحضيرية لطلاب التعليم الأساسي، الأمر الذي يثير تخوفها على مستقبل ابنها التعليمي.

لافته أن هذا النقص في الكادر التعليمي تتحمل مسؤوليته وزارة التربية ممثلة بمنطقة الفجيرة التعليمية، مطالبة إيجاد الحلول السريعة والايجابية لسده والعجز بالمعلمين حفاظا على مصالح الطلبة. وأفصح ولي أمر طالب في المرحلة الابتدائية “فضل عدم ذكراسمه ” إلى ضرورة استغلال إدارة المنطقة وتوجيه الصفوف المتأثرة إلى مدارس أخرى للاستفادة منهم بدل من ترك أبنائهم بدون تعلم حتى الآن أو ضغطهم آخر كل سنة.

بدائل مثلى

وعن دور منطقة الفجيرة التعليمية، أكد سعيد راشد الخطيبي نائب مدير منطقة الفجيرة التعليمية للإدارة التربوية والأنشطة الطلابية: أن المنطقة التعليمية لديها معلومات عن النقص وقال: “لدينا فصول لم تدرس حتى الآن، وهذا الأمر ليس بجديد ويتكرر سنويا ويرجع ذلك لأسباب النقل والاستقالات المفاجئة وظروف استثنائية مع بدء العام الدراسي، حيث لم يسدد له العجز حتى الآن، رغم الاستعداد التام قبيل افتتاح المدارس من كافة الجوانب.

مطالبا المدارس المتأثرة بعدم وجود معلمي لعدد من الصفوف الدراسية بالصبر. منوهاً في الوقت ذاته بالإجراءات التي اتخذتها المنطقة لسد النقص عبر جهودهم بتوفير البدائل المناسبة من خلال انتداب عدد من المعلمين الذكور في تدريس المواد العلمية التخصصية للمرحلة الثانوية في عدد من مدارس الإناث بالإمارة وذلك بعد موافقة أولياء أمورهم. بهدف احتواء هذه المعضلة وضمان استمرار العملية التعليمية في تلك المدارس. مشيرا إلى جهودهم في عملية إعادة استقرار المعلمين في المدارس، حيث لديهم استخدام أمثل للموارد وفق الاحتياج، ليتم سد المطلوب من قبل الوزارة.

تكدس الطلبة

ووفقا لذلك، كشف مدير مدرسة في المنطقة أن مدرسته تعاني نقصاً في عدد المعلمين ما أجبره على دمج بعض الفصول حتى يسد هذا العجز في كادر المعلمين وهو الأمر الذي أدى إلى تكدس الطلاب في الفصول بأعداد كبيرة وبطريقة غير تربوية. فيما أعرب أولياء أمور الطلاب وطالبات في مناطق الشرقية استيائهم من تأخير تعيين المعلمين والمعلمات في الشواغر التدريسية لهذا العام، وذلك بعد مرور ما يقارب الشهرين من الفصل الدراسي الأول للعام الجاري بدون معلمين، حيث ما زال الأطفال والطلبة هائمين في المناهج الدراسية والصفوف في انتظار استحداث درجات مالية للمعلمين الجدد ومنحهم أمر المباشرة المهنية.

اجراءات

وكشف سعيد مصبح الكعبي مدير منطقة الشارقة التعليمية عن أسفه للوضع التي تمر به بعض مدارس منطقة الشارقة التعليمية وخاصة منها مدارس رياض الأطفال، مؤكداً أن الوزارة في طور اتخاذ الإجراءات اللازمة لسد النقص في المدارس، ودراسة التعيين ما زالت مستمرة، فهناك فصول دراسية مختلفة تشهد نقص في المعلمين وليس فقط في رياض الأطفال ويعود ذلك إلى تأخر إجراءات التعيين من الوزارة وندرة التخصصات المطلوبة.

وأشار إلى أن الإشكالية قد ظهرت مع بداية العام الدراسي الجاري، حيث لم يتم توقع عدد الفصول الدراسية التي تم افتتاحها لاستيعاب التزايد الكبير في المنتسبين من الأطفال والطلاب خصوصا في المراحل الابتدائية وذلك نتيجة لزيادة السكانية ونزوح الأسر من منطقة إلى أخرى وانتساب عدد من طلبة الجنسيات الخليجية إلى مدارس الدولة. الأمر الذي شكل ضغطاً كبيرا على المدارس والتعيينات.

 

المشكلة في طريقها إلى الحل

 

لفت سعيد مصبح الكعبي إلى أن بعض مدارس رياض الأطفال تزايد عدد الفصول فيها عن السنة الماضية من 10 صفوف إلى 15 صفا بسبب زيادة عدد المنتسبين إلى مقاعد الدراسة. كما تعتبر بعض التخصصات مثل رياض الأطفال من التخصصات النادرة التي يصعب أن نجد فيها احتياطا أو بديلا.

وأشار إلى أن منطقة الشارقة التعليمية قد اتخذت بعض الحلول المسعفة وذلك بزيادة كثافة الفصول من 17 طفلا إلى 24 للتقليل من عدد الصفوف الدراسية، في حين لا تزال بعض الفصول بلا معلمين.

وتتفاقم المشكلة مع نقص معلمين خارج الملاك إذ يصعب أخذ موافقاتهم بعد تغير إجراءات الوزارة ومساواتهم بمن ليس لديهم ساعات خدمة مؤقتة.

Related posts